الثلاثاء، 29 يناير 2013

روايات أمير تاج السر


الروائي تاج السر ... ما سره ؟


قراءة في أربع روايات للروائي أمير تاج السر




بقلم : نورة آل سعد




للروائي أمير تاج السر نَفَسٌ ملحمي تجلى في روايتين تتصفان بطابع كرنفالي هما ( توترات القبطي ) و( مهر الصياح ) يتواجد فيهما ما يشبه الراوي الشفوي في السير والملاحم الشعبية ؛ راو غزير وافر المعلومات لا ينضب معينه ، متمكن وقادر على اثارة التشويق و(التتبيل) ولفق الحكي بعضه ببعض كأمهر الخياطين في سرد منساب ملىء بالابتكارات اللغوية المدهشة. 

انه ذلك الراوي المستغرق في سرد سير الشخصيات المتكثرة متحدثا عن الاحوال المحيطة مهتما بتفاصيل العصر مقحما معرفته ومهارته . لا يمكنني ان اقول بان الروايتين المذكورتين تنضويان ببساطة تحت مظلة توظيف التراث وليستا اسقاطا لزمن ماض على حاضر بقدر ما هي بناء لعالم روائي فانتازي يغذيه مخيال خصب واسع الحيلة و تدفق لغوي يضخ بالحيوية في حكي متناسل متشعب غير أن الحدث الرئيسي ( او جملة الاحداث المتفرعة عنه ) لا تمضي دراميا ولا تصعيديا في حبكة واضحة ولا خط ظاهر . انه كما أراه عالم مزخرف ومتنوع ولكنه هلامي الى حد ما تلعب فيه اللغة دورا رئيسيا ويتلفع بروح التهكم و تمتلىء الروايتان الملحميتان بشخوص جمة متكثرة قد تتقاطع او تتوازى او تتداعى في استطرادات وحكي متشعب .
يعتمد الراوي الملحمي على مادة الحياة الانسانية في زمن مستمر ليس ماضيا تماما ولا حاضرا بعينه وهو بالدرجة الاولى عالم روائي مثلما كانت رواية (الزيني بركات) لجمال الغيطاني واعتقد بان محاولتيهما (الغيطاني وتاج السر ) أكمل فنيا من محاولة يوسف زيدان مثلا في (عزازيل) فقد وقع زيدان في فخ سهل وهو الانبهار بتوثيق احداث ومعلومات عن الناس والاماكن والاحداث . انه – اذا - عالم روائي ترهبك تفاصيله وتفتنك رحابته وغناه ..ولغته واعتقد بان تاج السر أبدع فيه لانه كتب عن الانسان ولم يتحر الكتابة عن التاريخ. تتشبع روايتاه آنفتا الذكر ، بكرنفالية مترعة بالتهكم والمفارقة العميقة المتغلغلة في كل شي يصبغ الحياة المضطربة بعبثية الاحداث والمصائر وتقلبات الثقافة ومخلفات السياسة وتحولات الاجتماع ونوازع البشر .وينطلق تاج السر من (محلية) الشخوص والاحداث الى انسانية الرغبات والمعاناة .



مقاربة نقدية لأربع روايات

العطر الفرنسي – صائد اليرقات – رعشات الجنوب – زحف النمل 
























يتغلغل تاج السر في دواخل النفوس متسللا ويبقي في الوقت ذاته على مسافة محسوبة ، على مبعدة من شخوصه يدير بدهاء بالغ ، حبكة خفية ، تنتظم كل تلك الشخصيات في بناء مشوق قادر على جذب القارىء وحمله على مواصلة القراءةهناك الشخصية الرئيسية في كل رواية من الروايات الاربع ( علي جرجار – عبد الله حرفش – رابح مديني – احمد ذهب ) وهي جميعا ليست شخصيات يسهل التعاطف أو التماهي معها وليست بشخصيات ذات هدف ولا غاية أبعد من همها الشخصي .علي جرجار في (العطر الفرنسي ) فاشل اشيب كان مراقبا لصيانة القاطرات وهو عضو في حزب مغمور لا يضم سوى ثلاثة اعضاء (هو احدهم ) يعد العاملات وبائعات الشاي بالزواج خداعا ويحرص على الحافظ على صحته الشخصية ولا يبالي بغيره حتى انه يتلقى اتصالا (بطريقة احتاج اليك بلا رصيد ) من متصل يدعى (عديلة ) كما هو مسجل في موبايله ، فيعجز عن تذكر من هي عديلة ! ونكتشف لاحقا بانها اخته الوحيدة التي يتلقى من ابنها المهاجر الى الخليج معونة دورية !!

وعبد الله حرفش في ( صائد اليرقات ) مخبر وكاتب تقارير أمنية ، يعيش مستوحدا وكذلك المعلم رابح مديني في ( رعشات الجنوب ) فهو تاجر جشع ، لا يتورع عن المتاجرة بالرقيق لم يعتن بالبحث عن ابن له محتمل - وهو بلا عائلة - بل طارد نزوة الى آخر مداها وأردى به وهم فمات ميتة مجانية فكأنما عاش حياته بين أهواء وأوهام .



ولا يستتثنى احمد ذهب في (زحف النمل ) فهو مثل سائرهم انتهازي اناني لا تعد زوجته حياة الحسن الا استكمالا لصورته اللامعة في محيطه وفي تصوره لنفسه باعتباره مطرب الامة وملك الاغنية المتربع على عرشها وحده .


ونجد الحدث في الروايات الاربع حدثا عاديا ففي (العطر الفرنسي) لا يعدو الامر اشاعة بمقدم ممرضة فرنسية للاقامة – فترة من الوقت - في حي غائب وتتمحور الرواية حول ردود الافعال ازاء تلك الزيارة المرتقبة (التي لم تقع)


وفي (صائد اليرقات) يتقاعد المخبر عبد الله حرفش فجأة - نتيجة اصابة عمل- وبعدها يفكر بكتابة رواية لا لشيء الا لانه اعتاد غالبا على كتابة التقارير عن حركة البشر ويدخله ذلك العزم في خضم علاقات جديدة تهز مشاعره وتحركها .



وفي رواية (رعشات الجنوب) يكون الحدث الرئيسي مجىء سيرك سنوي يحمل فيه مشعوذ نبؤة سيئة لرابح مديني نعرف فيما بعد اسبابها وتداعياتها . بينما يبدأ الامر في( زحف النمل) بانهيار احمد ذهب في حفل يحييه بسبب فشل كلوي ثم تنظم حملة للحصول على كلية لانقاذ حياته .



يحكي الراوي العارف في كل رواية من تلك الروايات الاربع (و قد يكون الراوي هو ذاته الشخصية كما في روايتي صائد اليرقات والعطر الفرنسي ) ولكنه ايضا صوت الروائي ذاته فلا يختلف الامران كثيرا فكلاهما يقتفي الخط نفسه في القص ويتخذ اللغة ذاتها ويستخدم الاسلوب التهكمي الشارح والراصد وكلاهما صوت متقص فاحص وبارد لا مبال بالرغم من انه فاضح واعترافي في الوقت نفسه.


الشخصيات الاخرى (الثانوية )


هي من وجهة نظري تتساوى في الاهمية مع الشخصية الرئيسية ؛ انها نسيج الرواية ومادته الاكثر اهمية وامتاعا وتأثيرا .وتلك الشخصيات تسهم في تحريك تداعيات ذلك الحدث (الصغير ) في كل رواية سواء بردود الافعال كما حدث في (العطر الفرنسي) أم بتشابك العلاقات بين الشخصيات في فضاء قد يكون واسعا مناطقيا فالشخصيات تتصادف وتتواجه ويكشف ذلك عن تقابلات و وتوترات وعيوب ويكشف عن رداءة الواقع الزمكاني الذي يرسفون بأغلاله .


العلاقات محور مهم من محاور الرواية عند تاج السر وهي علاقات حميمة وعلاقات متضادة وكلها عنيفة ومتواشجة بصورة تخفف من وطأة المصادفات عندما تقع هنا او هناك وهي علاقات قوية في مجملها عامرة بالانفعالات والنزوات والاستغلال وحب الاستطلاع


وكل تلك العلاقات من صداقة او زواج او تساند او تعاون او حتى علاقة عابرة او نافرة تبدو (روابط ) متينة وبديلة عن عبثية الحياة واهتراء نظامها الخارجي . نجد امثلة في (( صداقة ادم والمعلم رابح – وعلاقة تيلا برضيانة الخضر – علاقة علي جرجار بكاتيا - علاقة ذهب بكاتب الاغاني - صداقة المخبرحرفش بالروائي ( أ – ت ) الخ ))


يعتبر المعلم رابح مثلا شخصية مؤثرة ونافذة ، يعرفه الجميع (يعرفه تراب الارض) وقد خرجوا في جنازته لا بسبب المحبة ولكن بسبب قوة تأثيره في حياتهم من جهة اخرى يعد كل من حرفش وجرجار مهمشين الا انهما كانا قادرين على التأثير فيمن حولهما لسبب ظرفي ؛ (علي جرجار اصبح مهما منذ ان حمل خبر مقدم الفرنسية لحسناء الى حي غائب وكان حرفش بسبب موقعه مخبرا سابقا قادرا على التدخل للافراج عن الروائي من الاحتجاز ) يقابلهما احمد ذهب مطرب الشعب والمعلم رابح اللذين كانا عاجزين – للمفارقة – ولكل منهما نقطة ضعف قاتلة اخفق ذهب امام اعرابي خدعه وادى الى انهياره و افلاسه وطرح الوهم رابحا فصرعه عاريا على أرضية عنبر المستشفى . حرفش وجرجار يتشعلقان بالنظام ويسايرانه واعيان لامكاناتهما المقيدة في وسط عالم محدود بينما ذهب المتغرطس الصاروخ في عالم الفن والمعلم رابح ذو النفوذ والمال كلاهما عاجزان فعليا ونفسيا كل الشخصيات تبرك على الركب في حضرة النظام الطاغي حتى الروائي الفنان الذي يرفع راسا متعاليا وسط مريديه ويخترع طقوسا للكتابة تفتن تلاميذه 


نلحظ بان جميع الشخصيات في روايات تاج السر بلا فعالية ولا أفق واضح ولا قدرة حقيقية على تغيير حياتها او حياة غيرها وجميعها تقع تحت طائلة ظروف واحدة تسحقها وترهنها للمجهول وهي تقاوم – ان صح التعبير – بطريقة واحدة وهي الدهاء الفردي والجمعي ( نستطيع بالطبع استخدام كلمة الانتهازية بلا وجل ) فلا تختلف انتهازية زيتون الصويعي الاعرابي عن انتهازية احمد ذهب مطرب الشعب ! ولنقل بأنهما ضحية ومضح به ( اقتباسا من تعبير استخدمه الروائي في صائد اليرقات ) وكذلك انتهازية عبد الله حرفش واستغلال الروائي ( أ- ت ) بالمقابل لحرفش و انتهازية علي جرجار ، و انتهازية عركي صاحب الدكان وحليمة المرضعة صاحبة غرف الايجار ومنعم واولاد النبوي وانتهازية المدلك الخ ) والحقيقة ان كل الشخصيات تسلك مسلكا نفعيا لتحتال لمعيشتها لتحقيق مكاسب صغيرة ..ولكن ضرورية .
يتبع الراوي (سواء أكان الشخصية أم الروائي السارد ذاته ) اسلوبا تشريحيا باردا لامبالاليا وقاسيا في تعرية الجميع لان الراوي ينظر الى شخوصه (نظرة حجو ) وهنا اقتبس مجددا تعبيرا من تاج السر في روايته (رعشات الجنوب) وتستطيعون القول بأن (نظرة حجو) هي نظرة من يلاحظ ما حوله بحيدة وبرود ، كما يفعل الراوي حين يحكي لنا عن شخوصه ولماذا يتصرفون على هذا النحو أو ذاك وعلام يتسترون ومم يخافون كاشفا مناطق معينة في سيرهم وسرائرهم بصورة عارضة وعفوية .ويعتمد سرد الراوي على المفارقة بكل صورها ومستوياتها (لفظية وشعورية ودرامية )فالمفارقة متغلغلة في السرد والتصوير والمصائر ورسم الشخصيات وفي اللغة ذاتهاالمفارقة التي تجعل من (رابح ) خاسرا في حقيقة الامر ! المفارقة في ان حي غائب كاد ان يصبح حاضرا بعد اشاعة مجىء الفرنسية الحسناء ! المفارقة التي تجعل من (اشاعة) لزيارة أجنبية سببا في تغير رتم الحياة في حي غائب وتبث أملا في تطلعات كل فرد فيه ! فقد اشرابت النفوس وتطلع الجميع لتغيير " الاحوال " ولو جزئيا حتى دكان عركي اصبح يستورد الحاجيات التي ستطلبها كاتيا كادويلي الفرنسية مثل صابون زست والعسل اليمني وعلب التونة والمايونيز وحفاظات اولويز .المفارقة التي تسوق المخبر كاتب التقارير سوقا ليقتحم عالم الكتابة الروائية بعد الكتابة الاستخباراتية ! المفارقة في اضطرار احمد ذهب المتغرطس الانتهازي ( الذي صعد نجمه لانه ركب على موجة اضراب زملائه في الاذاعة) الى شراء كلية - لم تتوافق سواها مع جسده - من اعرابي احتل بيته وحياته وافسدها بدلا من انقاذها . المفارقة في ان شخصا مثل رابح يغامر مقتحما الحدود والمهالك في تجارة كل ممنوع ثم يقتله وهم نبؤة مشعوذ مزيف يبلغه بانه رجل ميت ! المفارقة ان يعود الابن الى مسقط رأسه ويلتقي اباه المحتمل ثم يغادر معتقدا أنه أخطأ !المفارقة ان الجريح العسكري الذي أبى كل عروس مقترحة يطلب يد زيابا المتفلتة من كل قيد.. للزواج ! المفارقة ان مدلكا رياضيا يهوى التمثيل قد منح دور حامل محفة في عرض مسرحي فاستطاع ان يخرب عرضا تجريبيا لاحد المسرحيين الطليعيين وجعل من ( نصه الانتقادي يتحول في النهاية الى مظاهرة كبرى لتأييد السلطة ) بل انه تحول على اثر ذلك الى نجم دعائي لمنتجات استهلاكية !! المفارقة في ان تغيير دين ميخا ميخائيل للحصول على معونة من جمعية خيرية بالخليج تساعده على الهجرة لم يفلح سوى في رضوخه في نهاية المطاف للختان برغم اصابته بالسكري . ( زاره مندوبون من الادارة الشرعية منحوه انذارا اخيرا لاتمام عملية الختان .. وسلموه امساكية شهر رمضان قبل ستة شهور من قدوم الشهر الفضيل ) وبعد تسويف ( ذهب الى الادارة الشرعية طواعية سلمهم لحمته العجوز حيث ذهبوا به الى احدى المستشفيات الفقيرة وجزوها هناك سلمهم بقية أمره وانه قد يموت فجأة من الجوع او الانهيار العصبي او نقص علاجه لمرض السكر لكنهم كانوا قد انتهوا ..لم تعد تابعا لنا الا في موائد شهر رمضان المعدة للفقراء فقط ) ص 119هناك ايضا درامية المصائر من جنون وموت وفشل وخيانة وافلاس وانهيار في خضم علاقات انسانية متشابكة ومتقابلة. انه عالم متأرجح بلا ثوابت بين الفوضى والجنون والنبؤات والسحر والشعوذة والهزات والانقلابات والنزوات العابرة فاليوم قد يكون المرء حاكما وغدا يسقط اثر انقلاب مفاجىء وقد يعزل في زنزانته سنينا فينسى او قد يبيع اكسسورات رخيصة في بلد لم يسمع به احد ! وتأتي درامية تلك المصائر مقترنة بالعدمية التي تلف الحياة وسيرورتها ودوائرها المغلقة ! (العدمية المتمثلة في تفاهة الحدث المحرك وفي لامبالاة السرد واصطباغه بالتهكم والسخرية ) مما يعد في حد ذاته مفارقة فاقعةان الطبيب الروائي أمير تاج السر منتج بغزارة ؛ يكتب نصوصا جميلة بلا مراء وهو لا يعيد نفسه بل ينسج على منواله الخاص في كل مرة نصا بديعا . تستغرقه السودان كليةً بالرغم من انه بعيد عنها ومقيم منذ فترة في قطر . لعلي ألحظ بأنه لم يعتن بشخصية المرأة كما فعل بشخصية الرجال عموما حتى (الرزينة نظر) في ( مهر الصياح ) تجسدت رمزا لصورة الاخت مطلقا كما تكون في أبهى صورها ملحميا وكانت شخصية صاحبة المقهى في رواية ( توترات القبطي ) بارزة بيد انها باردة ايضا وكذلك كانت رضيانة الخضر في (رعشات الجنوب ) وسطا على كل البريق تايلور تيلا الفنان الانسان اعظم صورة وامثلها لصورة الصديق. حتى حياة الحسن في( زحف النمل ) لم تكن اشتراكية كما قدمت لنا بل امراة عادية مولعة بالعمل الخيري فحسب ولم تؤد سوى دور الزوجة الصالحة بلا تذمر ولا تململ وحياة الحسن مثل لها مثل (عريفة) زوجة زيتون الجميلة في الرواية نفسها فهما لا تفعلان شيئا سوى التواجد المكمل . تنتقل الينا عدوى (نظرة حجو) فنحن لا نحكم على عهر رضيانة وجشع رابح وخساسة عمبابا وضعف تيلا ومسلك المدلك وغطرسة ذهب وفظاظة الجريح المتعسكر من راسه حتى اخمصه الخ بل نرقب فحسب كيف تعمل الايام مع هذا وذاك بلا أسف ولا تشف .انها حيوات تثير الرثاء والاشفاق وربما الاحتقار احيانا فهي في حالة تخبط واضطراب ، شخصيات رثة وقميئة ومهانة كشاكر وسلامة الحسناء و خوجال وموسى خاطر وسوكارنو واخيه وميخا ميخائيل والعجوز حليمة وخادمتها .بعضهم يعيش انقلابات داخلية فجائية بهدوء كالممرضة سامتا في ( رعشات الجنوب ) التي تقرر فجأة ان تتقاعد وتمتنع عن صبغ شعرها لتعيش صورة الجدة الصالحة بعد ماض غير صالح بينما ينكص كاتب التقارير في( صائد اليرقات) عن عزمه لكتابة رواية راضخا ، برغم استشعاره للنقلة التي تشده الى عالم آخر الا انه يعود بلا مقاومة تذكر ، وانقلاب حياة علي جرجار في (العطر الفرنسي ) تودي به الى الجنون بسبب عدم قدرته على قبول خيبة الامل ورضيانة ايضا تنتقل الى حياة العفاف وتعتصر كل انوثتها بل تخنقها خنقا !كأنما لا يصنع الانسان التاريخ عند تاج السر ولا يصنعه التاريخ كذلك ! وانما يسيران معا ( الانسان والتاريخ ) بتواز وتزامن كل منهما يخايل صورته في الآخر ! هل الانسان هو ميخائيل في رواية ( توترات القبطي) ؟ مجرد ورقة في مهب ريح عاصف أهوج بلا معنى ! لم يفكر ميخائيل بالاصلاح ولكنه كان قمينا بان يصبح مصلحا ! كان موجودا في نقطة ما ، بالمصادفة وفي لحظة أخرى ، خسر كل شي مركزه ومستقبله وعروسه وعالمه الذي كان يألفه وحتى اسمه ومعتقده الديني فأصبح سعد المبروك ! فهل كان مبروكا !!

نورة آل سعد روائيه واديبه قطريه


لتحميل روايات امير تاج السر


العطر الفرنسي 





صائد اليرقات 




صدرت عن دار ثقافة للنشر بأبوظبي بالاشتراك مع دار الإختلاف بالجزائر ، رواية صائد اليرقات للروائي السوداني أمير تاج السر ، وتحكي الرواية قصة عبد الله حرفش الملقب بعبد الله فرفار ، رجل الأمن الذي تقاعد عن العمل بعد أن بترت ساقه اليمنى إثر حادث أثناء ممارسته عمله ، وقرر أن يصبح كاتبا روائيا بعد أن قرأ في عدد من الصحف والمجلات عن أشخاص لا علاقة لهم باالكتابة أصبحوا كتابا .تتغلغل الرواية في وسط عالم الكتابة ، والمثقفين ، وتحتشد بشخصيات عديدة ، ومصائر شتى ، وكتبت بلغة موحية وساخرة .الجدير بالذكر أن الروائي السوداني أمير تاج السر قد أصدر عدة أعمال ومنها رواية " زحف النمل " و " توترات القبطي " و" مهر الصياح " ويعتبر من الروائيين العرب المتميزين في المشهد الثقافي العربي ، وقد حازت أعماله على الصدارة في المبيعات بعدة معارض للكتب في العواصم العربية ، وأثارت كتاباته دهشة النقاد والأدباء ، مما أوصله للعالمية ، وجعل أعماله تترجم إلى عدة لغات .ويتميز " أمير تاج السر " بلغة شعرية فاخرة ، وسرد يغوص في أعماق الذات الإنسانية ويكتشف عوالمها ، برؤية ثاقبة للأشياء ، بالإضافة إلى امتلاكه قدرة على سبر أغوار الأسطورة ، والتاريخ ، وصياغتها من جديد بقالب إبداعي مختلف . 


ترشحت الرواية لجائزة البوكر العربية لعام 2011 .!



منسي إنسان نادر على طريقته - الطيب صالح


منسي إنسان نادر على طريقته 

هذا الكتاب هو سيرة روائية أو رواية السيرة الذاتية خلد فيه الطيب صالح صديقه (منسي) بسرد قصة حياته على شكل رواية- وهذا النوع من الروايات ليس فيه خيال في الأحداث, بل هناك خيال (مقيد) في الوصف- كالمبالغة في الوصف والتشبيهات مثلاً أو ربما في بعض الأحداث الهامشية, المهم أن كل مافيه هو حقائق ثابته وقد أكد على ذلك الطيب صالح في مقابلة تلفزيونية معه. منسي المسيحي, الذي أسلم فيما بعد, منسي الفقير الذي أصبح مليونيراً فيما بعد, منسي الذي تزوج حفيدة السير توماس مور مؤلف رواية يوتوبيا, منسي الذي تصادق مع ساموئيل بكت (نعم, هو الكاتب المشهور ذاته), ومنسي الذي تحدث مع ملكة بريطانيا ودخل قصرها بلا بطاقة دعوة, هذا هو أحمد منسي, مثال (حقيقي) على الشخصية المصرية (الخياليه) التي نشاهدها في بعض الأفلام الكوميدية المصرية, تلك الشخصية التي لا تلوي على شيء, ولا تحسب حساب شيء, ومع ذلك تبتسم له الحياة إبتسامة عريضة.
تظهر مشاعر الكاتب في هذا النوع من الروايات, فاختياره للأحداث, وطريقة وصفه لها, تخبرك حقاً لماذا كتبت الرواية, والطيب صالح هنا أحب صديقه حقاُ وأخلص له رغم أنه سرق الأضواء منه في مواقف كثيرة, لكنه بمعرفته الكثيرة للبشر, عرف ندرة منسي, وندرة الأشخاص مثله, ووفاء لذاكره خلده في رواية, صحيح أن أحداثها حقيقية وليس لخيال الكاتب منها شيء, إلا أن لقلمه وللأسلوب العفوي المسترسل دور أساسي لنجاحها وهو ما يجعلها تختلف عن الأحداث التاريخية البحته المكتوبة بصورة واقعية بعيدة عن العبارات والجمل والتشبيهات البلاغية. قبل النهاية مات منسي وصلت على روحه في الكنيسة أسرته الإنجليزية وصلت عليه أسرته المسلمة في السعودية. 

المزيد من روايات الطيب صالح من هنـــا

- البوم الطيب صالح على صفحة روايه و كتاب من هنـــــــــا




دومة ود حامد..الطيب صالح












دومة ود حامد



إنها قصة قرية يؤمن أهلها بما أسموه ب" ود حامد" وهو رجل صالح مدفون هناك،ويعتقد بأهمية كراماته،ويراه القرويون في أحلامهم ويقظتهم،ولقد وصل بهم الإيمان بهذا الشخص لدرجة وقوفهم في وجه الحكومة،حينما حاولت قطع الدومة وإنشاء المشروع الزراعي. يقول الكاتب على لسان الراوي:( وهكذا يابني ما من رجل أو امرأة،طفل أو شيخ يحلم في ليلة إلا ويرى دومة ود حامد في موضع ما من حلمه).


فالإيمان بكرامات الأولياء ليست حكرا على المجتمع السوداني وحده،بل نجد هذا المعتقد منتشرا في كل الدول العربية من المحيط الى الخليج.









دومه ود حامد - سبع قصص - الطيب صالح 




يمكنكم قراءتها اون لاين على الرابط












رواية بندر شاه ضو البيت للطيب صالح








نبذة عن الكاتب: اقتباس من رواية بندر شاه ضو البيت


سرت وراء الصوت في جوف الظلام وأنا لا أدري هل أنا أسير إلى وراء أم إلى أمام. كانت قدماء تغوصان في الرمل، ثم أحسست كأنني أسير في الهواء، سابحاً دون مشقة، والأعوام تنحسر عن كاهلي، كما يتخفف المرء من ثيابه. ارتفعت أمامي قلعة ذات قباب عالية، يتوهج الضوء من نوافذها.. ارتفعت كجزيرة سابحة في لجة. وصلت الباب يحدوني الصوت، فإذا حراس تمنطقوا بالخناجر، فتحوا الباب، كأنهم ينتظرون مقدمي، وسرت وراء الصوت في دهليز طويل، ذي أبواب، على كل باب حرس، حق انتهينا إلى قاعة واسعة مضاءة بآلاف القناديل والمصابيح والشموع.. وكان في صدر القاعة، قبالة الباب، منصة مرتفعة، عليها عرش، كرسي عن يمين وكرسي عن شمال وعلى الجانبين وقف أناس طأطأوا رؤوسهم.. كان المكان صامتاً، لا كما تنعدم الضجة. ولكن كأن النطق لم يخلق بعد. تبعت الصوت حتى وجدت نفسي مائلاً أمام الجالس على العرش. وجه ناعم السواد مثل المخمل، وعينان زرقاوان تلمعان بمكر كوني.. خيل إلي أنني رأيت ذلك الوجه من قبل، في عصر من العصور. وقال الصوت "أهلاً وسهلاً بابننا محيميد" الصوت ذاته الذي ناداني من قبل، وجاء يحدوني إلى هنا، صوت جدي لا مراء في ذلك، والوجه وجه بندر شاه، يا للعجب. ومرت بي لحظة إدراك سريعة، عابرة، عرفت فيها كل شيء، كأنني في تلك اللحظة فهمت سر الحياة والكون. ولكنها ضاعت كما جاءت، ولم أعد اذكر شيئاً. ما عدت اذكر ألا الاسم السحري، بندر شاه, ونظرت فإذا الجالس عن يمينه نسخة أخرى منه، كأنه هو، وفهمت. 

معى تمنياتى بقراءه ممتعه (عوض )





الطيب صالح - أو "عبقري الرواية العربية" كما جرى بعض النقاد على تسميته- أديب عربي من السودان، اسمه الكامل الطيب محمد صالح أحمد. ولد عام (1348 هـ - 1929م) في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، وتوفي في أحدي مستشفيات العاصمة البريطانية لندن التي أقام فيها في ليلة الأربعاء 18 شباط/فبراير 2009 الموافق 23 صفر 1430 هـ. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم، وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته، وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية.
تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل ----الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية, وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما, وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية, ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية موسم الهجرة إلى الشمال.
كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، والى مواضيع أخرى متعلقة بالاستعمار, والمجتمع العربي والعلاقة بينه وبين الغرب. في اعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. الطيب صالح معروف كأحد أشهر الكتاب في يومنا هذا، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، التي تقف في صف واحد مع جبران خليل جبران، طه حسين ونجيب محفوظ.

رواية عرس الزين للطيب صالح



تحميل رواية عرس الزين للطيب صالح
هذه الرواية تدور حول شخصية الزين - (الزين) الذي يعيش في قرية سودانية. هو شاب من الدراويش أو من يُطلق عليهم (المبروكين)، ينوي الزواج من (نعمة) ابنة عمه.
وهناك تفاوت بين الشخصيتين حيث القبح سمة الأولى، والجمال سمة الثانية:
(كان وجه الزين مستطيلاً، ناتئ عظام الوجنتين والفكين وتحت العينين، وجبهته بارزة مستديرة، عيناه محمرتان دائمًا، محجراهما غائران مثل كهفين في وجهه، ولم يكن على وجهه شعر إطلاقًا، لم تكن له حواجب ولا أجفان، وقد بلغ مبلغ الرجال، وليست له لحية أو شارب… تحت هذا الوجه رقبة طويلة) من بين الألقاب التي أطلقها الصبيان على الزين (الزرافة)… الذراعان طويلتان كذراعي القرد…).
أما هي ففتاة حلوة وقورة المحيا قوية الشخصية، متعلمة تحفظ القرآن بنهم وتتلذذ بتلاوته، تعجبها آيات منة تنزل على قلبها كالخبر السار… كانت تحلم بتضحية عظيمة لا تدري نوعها- تضحية ضخمة ستؤديها في يوم من الأيام. نشأت نعمة ومحور شخصيتها الشعور بالمسؤولية، فهي تشارك أمها أعباء البيت…. ويعرف أخوتها أن هذه الفتاة الغاضبة العينين الوقورة المحيا تضم صدرها على أمر تخفيه عنهم. لقد رفضت الكثيرين ممن تقدم لها بطلب يدها.
يقع خبر الزواج على أهالي القرية وقوع العاصفة، وتبدأ الرواية بردود فعل آمنة التي تشتري اللبن، وناظر المدرسة، وعبد الصمد التاجر، ونساء القرية على البئر.
إن غرابة شخصية الزين هي التي جعلت من مثل هذا الزواج حدثـًا، فتارة نراه درويشًا ظريفًا مهملاً في مظهره، وطورًا نراه يتتبع الحسان: أحب علوية، ثم عزة، ثم حليمة البدوية، وهولا يحب إلا أروع الفتيات جمالاً وأحسن أدبــًا، فتراه يصرخ :"عوك يا أهل الحلة، يا ناس البلد فلانة كاتلاها كتيل الزين مكتول في حوش.." وفلانة هي الفتاة التي يحبها، وهي التي قتلته، وهو يذكر اسمه بأنه قتيل في ساحة والدها. مع تحياتى "عوض"

روايه (موسم الهجرة إلى الشمال) لــ الطيب صالح



موسم الهجرة الى الشمال
لـــ الطيب صالح
salih.jpg

موسم الهجرة إلى الشمال في عنوانها قد يتلخص مضمون الرواية كلها؛ عن الهجرة التي غالباً ما تكون إلى بلاد أكثر دفئا لا إلى بلاد “تموت من البرد حيتانها” كما يأتي على لسان بطل الرواية..
الرواية التي قد يبدو للوهلة الأولى “محمود سعيد” بطلها بلا منازع؛ يتكشّف لك حين توغل في صفحاتها أكثر أن الشخوص والأماكن والعادات هم أبطال أيضا؛ ولا يجوز أن نغفل دور “الرّاوي” الذي لا اسم لـه؛ ولربما كان ذلك مقصودا؛ فالراوي مجهول الاسم ما يزال يمضي مستكشفا سيرة مصطفى سعيد؛ الذي ترك في أوروبا أمجاداً بعد حياة حافلة انتهت نهاية غامضة؛ وعاد إلى السودان ليمارس حياة أبسط ما يمكن أن يطلق عليها “حياة تقليدية”، كلما تقدم الراوي في هذا الاستكشاف ؛ كلما تبدى لنا شبه الراوي بمصطفى سعيد؛ حتى أن أرملة الأخير وقعت في غرامه للتماهي الكبير بينه وبين زوجها – كلاهما تعلم في بلاد الغربة؛ كلاهما له ذات الفكر تقريبا؛ كلاهما رأى بلاده على واقعها؛ بلدا تطورت فيها الآلات والمباني؛ ولكن لم يتغير شيء في ثقافة الناس ورؤيتهم للأمور؛ كل شيء ما زال على حاله
قراءه ممتعه 
لتحميل الروايه اضغط على الرابط التالى